مقال اعجبني فنقلته لكم
منذ فتره قال وديع الصافي في أغنيته المشهورة «بتروحلك مشوار؟» فأجبناه جميعا: «ياريت».
ولقد أكدت الدراسات (التي أقوم بها حضرتي شخصيا-صاحب المقال) أن المشوار، ومشوار السيارة خصوصا، ليس فقط مدة زمنية يقضيها الزوجان للوصول إلى مكان ما، بل يمكن للمشوار أن يكون فرصة للتقارب الروحي بينهما واستغلالا للوقت، الذي يستغرق عادة ما بين الدقائق العشر ونصف الساعة (في ساعة الذروة)، لمناقشة شتى المواضيع الحياتية والعائلية، وحتى الحميمية..!
لكن.. للأسف عادة ما ينقلب المشوار إلى صراع، والنزهة إلى عراك، والحوار إلى شجار.. والأمثلة كثيرة:
عندما «يتوه» الرجل ويصعب عليه الوصول إلى وجهته، يظل يلف ويدور بالسيارة، مدعيا أنه يعرف الطريق، وأنها «كلها دقيقتين» وسيصل..! تكبح الزوجة جماح غضبها، وتبلع لسانها، وتنتظر، خمس.. سبع..عشر دقائق، قبل أن تبدأ بالإلحاح: «دعنا نتصل بالجماعة لنسألهم عن الطريق». لكن لا وألف لا...
فالرجال عموما يعتقدون أن من العيب الاستفسار عن الطريق. ويستمر مسلسل اللف والدوران، حينها تطلب الزوجة من زوجها الوقوف وسؤال أي شخص عن الاتجاهات..لكن اللاءات تعود للتقافز.. «سنصل..»!
ويجن جنون الزوجة، تتصبب عرقاً ويسيل الماكياج على وجهها، وتبدأ بالصراخ «تأخرنا على الجماعة». عندما يصلان (هذا إن وصلا) يكون وقت الزيارة انتهى، وانفض الحفل، ليعودا أدراجهما بـ «بوز شبرين»!
المصيبة الأخرى في مشوار السيارة هي الهاتف المحمول.. فإن قررت الزوجة أن تفاتح زوجها في موضوع خاص، أو تناقشه في مسألة مهمة تخص الأولاد، أو لسبب ما «طق عرق في دماغ الزوج» وقرر أن يغازل زوجته في السيارة لدقائق معدودة، ينطلق رنين هاتفيهما ونقرات الرسائل القصيرة، فينشغل كل واحد منهما بهاتفه النقال، معلنا تأجيل الحديث والنقاش و«الرومانس» إلى وقت آخر.
أما الأخطر والاهم، فهو عندما ينتهي المشوار بخناقة معتبرة من نوعية «كل واحد ينام بغرفة لمدة أسبوع»..! وهذه النهاية تحدث عادة عندما يستغل الزوج فترة المشوار بتفحص دقيق لكل أنثى تمر في الطريق، فلا تكاد عيناه تستقران في الاتجاه الصحيح، حتى تفرا منه «غصبا عنه» باتجاه الجنس الناعم على يمين سيارته ويسارها، فيخترق كوع الزوجة ضلوع المسكين لينطوي إلى نصفين «مستحما» بعاصفة من الشتائم، ثم تلبس المدام «وجه الزعل» طالبة منه أن يعيدها إلى البيت وهي تحلف بأغلظ الأيمان أنها لن تخرج معه «مشوار» مرة أخرى.
نعود لوديع الصافي عندما يئس وقال: «قلتلها بطّلت...خليني بالبيت»..
فعلا.. خلينا بالبيت.
فعلا...خلينا بالبيت..!