د. أحمد غانم - واشنطن - على الرغم من خروجهم من كأس العالم على يد غانا إلا أن حمى الاهتمام بمباريات كأس العالم لم تنته فى أمريكا على عكس المتوقع.
ويبدو أن كرة القدم أو "الساكر" (Soccer) كما يسميها الأمريكان ستصبح رياضة شعبية قريبا فى أمريكا بعد اقتصارها على المهاجرين وبعد تاريخ طويل من اعتبار الكثير من الأمريكيين أنها لعبة تصلح للنساء والأطفال فقط.
ويبدوا أن الإدارة الأمريكية الجديدة تري فى "الساكر" فرصة ذهبية للإنفتاح على شعوب العالم من خلال الرياضة مما دفعهم لدعم سياسي غير مسبوق لفريقهم الكروي والذي لم يحدث فى تاريخ أى كأس عالم شاركت فيه أمريكا من قبل فقد أرسل الرئيس باراك أوباما رسالة شخصية للفريق لتهنئتهم على حصولهم على المركز الأول فى مجموعتهم. كما حرص الرئيس السابق بيل كلينتون أن يتواجد مع الفريق قبل وأثناء وبعد مبارياتهم الفاصلة.
والمراقب للوضع على الساحة الرياضية الأمريكية يري بوضوح أن موجة "الساكر" قادمة لتزاحم رياضة البيسبول والتى تعد الرياضة الأولى فى أمريكا ويليها ضلعي المثلث الرياضي الأمريكي وهما كرة القدم الأمريكية وكرة السلة فى تحد واضح لرياضات وطنية راسخة ينفق عليها المليارات وتخصص لها القنوات الرياضية.
ويبدو أن ثورة المعلومات والعولمة الثقافية صدمت كثيرا من الأمريكان الذي عرفوا لأول مرة فى حياتهم أن كأس العالم هو أكبر حدث رياضي فى العالم وليس نهائي كأس كرة القدم الأمريكية والذي يطلقون عليه (سوبر بول) والذي تتوقف الحياة فى أمريكا من أجله.
فلأول مرة فى تاريخ أمريكا تفتح المطاعم والبارات أبوابها فى الساعة التاسعة صباحا لتستقبل جيل جديد من مشجعي "الساكر" فى أمريكا والذين يملأون مقاعدها ذات الشاشات العملاقة لمتابعة أحداث كأس العالم الذي يذاع فى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي الأمريكي على غرار عادة الشعب الأمريكي أثناء المباريات الهامة فى كرة القدم الأمريكية أو السلة.
ولكن البعض يعتقد أن الطريق مازال طويلا أمام أمريكا لتصبح (قوة عظمى كروية) والتى يعتبر شبابها أن لعب كرة القدم الأمريكية هو أكثر رياضه (رجولية) يمكن أن يلعبها طلبة المرحلة الثانوية...وكما علق أحد المعلقين الرياضيين أنه عرف أن أمريكا مازال أمامها وقت لتصبح رائدة فى كرة القدم بعد أن حكى موقفا حدث له عندما كان يشاهد أحدى مباريات كأس العالم على شاشة ضخمة فى مطعم فبعد أن أعطى الحكم إنذارا للاعب سأله أحد الموجودين "لماذا يحمل الحكم فى جيبه (نوته) صفراء؟"
وربما يفسر ذلك امتلاء القنوات الرياضية بإعلانات لشركات تسوق وسائل تعليمية ودورات لتعليم قواعد وقوانين كرة القدم والتي يجهلها أغلب الشعب الأمريكي.
من ناحيته شن "ألكس لالا" اللاعب الامريكي المحترف السابق وأشهر ملعقى كأس العالم فى أمريكا هجوما عنيفا على الفريق الأمريكي ومدربه معتقدا أنه كان يمكن لأمريكا أن تحقق النصر أمام غانا وأن خطة المدرب كانت غير فعالة على الإطلاق.ودعا إلى تغيير إستراتيجية أمريكا الكروية إذا كانت أمريكا تريد أن تحقق نتائج حقيقية فى المستقبل وليس مجرد التمثيل المشرف.
جدير بالذكر أن ألكس لالا كبير معلقي قناة اس بي إن الأمريكية والذي يعتبر الخبير الكروي الأشهر فى أمريكا كرر أكثر من مرة أسفه على عدم مشاركة مصر فى المونديال مؤكدا أنه على الرغم من أن غانا فريق جيد ويشرف أفريقيا إلا أني مازلت أعتقد أن مصر كانت ستحقق نتائج جيدة تضاف لانتصارات أفريقيا الكروية..متسائلا "كيف أن الفريق الفائز بكأس أفريقيا لمرات متوالية ويعتبر أفضل فريق أفريقي لا يشارك فى المونديال..هذه خسارة".